
أنشطة بسيطة لتعزيز الحواس لدى الأطفال حديثي الولادة:
مقدمة
يتطلب نمو الطفل خلال الأشهر الأولى العديد من التجارب التي تعزز تطوره العقلي والجسدي. من أبرز ما يحتاجه الطفل حديث الولادة هو تحفيز الحواس الخمس التي تبدأ في النمو من اللحظة الأولى لولادته. في هذا المقال، سنتناول أنشطة بسيطة يمكن للأمهات والآباء ممارستها لتعزيز الحواس لدى الأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى فوائد تلك الأنشطة في تسريع النمو العقلي والجسدي للطفل.
- أهمية تحفيز الحواس للأطفال حديثي الولادة
تحفيز الحواس في الأسابيع الأولى يساعد على بناء الأساس لتطوير القدرات الإدراكية والحركية. تعزز الأنشطة الموجهة للحواس من قدرة الطفل على استكشاف العالم المحيط به، وتساعد في تحسين النوم، وتدعم الرضاعة الطبيعية.
- أفضل الأنشطة لتحفيز حاسة اللمس
حاسة اللمس هي واحدة من أولى الحواس التي تتطور عند الطفل. يمكن للآباء ممارسة أنشطة لمس متنوعة لتعزيز هذه الحاسة
التدليك بلطف: من أكثر الأنشطة فعالية. يمكن استخدام زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند لتدليك جسم الطفل بحركات دائرية. هذا لا يعزز الحاسة اللمسية فقط، بل يقوي الروابط العاطفية بين الطفل ووالديه.
الملابس المصنوعة من أقمشة ناعمة: اختيار الأقمشة المريحة مثل القطن يساهم في تعزيز حاسة اللمس لدى الطفل.
استكشاف المواد المختلفة: تقديم ألعاب بملمس مختلف مثل الحرير، الصوف أو القماش الخشن يساعد الطفل في تمييز نسيج الأشياء.

- تحفيز حاسة البصر
حاسة البصر عند الأطفال حديثي الولادة تحتاج إلى تحفيز مستمر، خاصة وأن الرؤية تبدأ بالتطور تدريجيًا:
استخدام الألوان المتباينة: يفضل عرض ألعاب أو كتب ذات ألوان قوية ومتباينة مثل الأسود والأبيض أو الأحمر والأزرق. هذه الألوان تجذب انتباه الطفل وتساعده في تطوير قدرة التركيز.
تعليق الألعاب الدوارة: وضع ألعاب دوارة على سرير الطفل يجعله يتابع حركة الأجسام، مما يعزز تنسيق العين.
اللعب بالمرايا: عرض وجه الطفل أمام مرآة صغيرة يتيح له فرصة استكشاف شكله والتعرف على ذاته، وهو نشاط مفيد لتحفيز الوعي البصري.
- تعزيز حاسة السمع
حاسة السمع تلعب دورًا أساسيًا في التواصل واللغة، وهناك أنشطة بسيطة لتطويرها:
الحديث مع الطفل بصوت هادئ: يعتبر التحدث مع الطفل منذ اللحظات الأولى أمرًا بالغ الأهمية. يعزز من تطوير اللغة ويجعل الطفل يتعرف على نغمات الصوت المختلفة.
استخدام الألعاب الموسيقية: ألعاب تصدر أصواتاً هادئة مثل الطبول الصغيرة أو الخشخيشات تعد مثالية لتحفيز حاسة السمع.
قراءة القصص: يمكن للأهل قراءة قصص بصوت ناعم أو حتى تشغيل موسيقى هادئة ليستمتع الطفل بها، مما يساهم في تطوير سمعه.
- تنمية حاسة الشم
حاسة الشم لدى الطفل حديث الولادة هي حاسة متطورة جدًا، ويميز الطفل من خلالها رائحة والدته. لتنمية هذه الحاسة:
استخدام الروائح الطبيعية: مثل اللافندر أو الفانيليا حيث يمكن للأم تعريض الطفل لها برفق خلال أوقات الاسترخاء.
الاقتراب الجسدي: الطفل يشعر بالأمان عندما يشم رائحة والدته، لذا من المفيد للأم أن تحتضن الطفل بعد الرضاعة لتوطيد هذه الحاسة.

- تحفيز حاسة التذوق
الطفل حديث الولادة يعتمد على الرضاعة، سواء طبيعية أو صناعية، مما يوفر له فرصة لاكتشاف حاسة التذوق:
الرضاعة الطبيعية: من أبرز الأنشطة التي تساعد على تطوير حاسة التذوق، حيث يتعرف الطفل على نكهات الطعام المختلفة التي تتغير مع نظام غذاء الأم.
التعرض لنكهات جديدة: بعد مرور الأشهر الستة الأولى، يمكن إدخال أطعمة صلبة بسيطة ذات طعم معتدل لتطوير حاسة التذوق.
- الألعاب المخصصة لتعزيز الحواس
توجد العديد من الألعاب التي تم تصميمها خصيصًا لتحفيز حواس الأطفال حديثي الولادة:
الألعاب اللينة: توفر ملمساً ناعماً وتحفز حاسة اللمس.
الألعاب الموسيقية: مثل الألعاب التي تصدر أصواتاً ممتعة تعزز حاسة السمع.
ألعاب المرايا: التي تعزز الرؤية والوعي الذاتي لدى الطفل.
- نصائح للأهل لتعزيز التطور الحسي
قضاء وقت يومي مع الطفل: تخصيص وقت للعب والتفاعل مع الطفل يساهم في تحفيز حواسه.
الاستجابة لإشارات الطفل: فهم إشارات الطفل وملاحظة تفاعله مع الأنشطة المختلفة يسهم في تعزيز التجربة الحسية.
استخدام الروتين: تخصيص أوقات محددة لأنشطة مثل التدليك أو الموسيقى، يعزز تطور الحواس بشكل منظم ومستمر.
خاتمة
تحفيز الحواس لدى الأطفال حديثي الولادة أمر في غاية الأهمية، فهو يساعد على تطوير القدرات العقلية والجسدية للطفل بشكل متسارع. من خلال الأنشطة البسيطة مثل التدليك، التحدث، تقديم الروائح والألعاب المختلفة، يمكن للأهل توفير بيئة تحفيزية لنمو الطفل. كل تجربة حسية يخوضها الطفل تساهم في تطوير ذكائه العاطفي والعقلي، مما يجعله أكثر استعداداً لاستكشاف العالم المحيط به.